للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٥)

[ل ٧/أ] (١) الحمدُ لله المتعزِّزِ بقدرته وجَبَروته، المنفردِ بكبريائه وعَظَموته، المتودِّدِ إلى عباده برأفته ورَحَموته. الملِكِ (٢) الجبَّارِ المرهوبِ بتجلِّي (٣) جلالِه، المرغوب بتجلِّي جمالِه، الواحدِ الأحدِ الفردِ في ذاته وصفاته وأفعاله. أحمده ولا يُحمد على كلِّ حالٍ غيرُه، ولا يُخشى إلا سخطُه، ولا يُرجى إلا خيرُه.

وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا (٤) عبدُه ونبيُّه الذي بالهدى ودين الحق أرسَلَه. اللهمَّ فصلِّ وسلِّمْ على هذا النبيِّ الذي اخترتَه لحبِّك، وشرَّفتَه بالعُبودَة لك وقُرْبِك؛ و (٥) محوتَ به غَياياتِ الجاهلية (٦)، وأنَرْتَ الأكوان بشريعته البيضاءِ النَّقيَّة؛ حبيبِك (٧) الذي خصصتَه بالمكارم، وأحللتَ له ولأمَّتِه الغنائم: سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم. وعلى آلِه قُرناءِ القرآن (٨)، وأمانِ أهلِ


(١) هذه مبيضة الخطبة الواردة في (ل ١٨/أ، ١٩/أ). وبينهما فروق سأشير إلى أهمها.
(٢) في (١٨/أ): "وهو الملك".
(٣) في (ل ١٨/أ): "تجلي" هنا وفيما يأتي.
(٤) الكلمة ساقطة من (ل ١٨/أ) سهوًا.
(٥) في (ل ١٨/أ) "الذي" مكان واو العطف.
(٦) في (ل ١٨/أ): "شبهات الجاهلية".
(٧) "حبيبك" زادها في المبيضة.
(٨) يشير إلى ما أخرجه الترمذي (٣٧٨٦) من حديث جابر بن عبد الله. وفيه: "إني قد تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتابَ الله، وعِترتي أهل بيتي". قال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد. قال: وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني (١٧٦١).