للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يروي الثوري عن مثله؟».

أقول: هناك عبَّاد بن كَثِير آخر، هو الرَّملي (١). وثَّقه ابن معين وغيره، ووهَّنه الأكثرون. ولم يتبيَّن لي أيهما الواقع في السند؟ وتحذير الثوري من الثقفي معروف، فأما تكذيبه له، فإنما حكاه الحاكم وأبو نعيم الأصبهاني، ولا أدري من أين أخذاه. فإن صحَّ، فإنما أراد الوهم والغلط. وقد أثنى على الثقفي بالصلاح جماعة، منهم ابن المبارك وأحمد وابن معين وأبو زرعة والعجلي. ووصفوه مع ذلك بأنه ليس بشيء في الحديث، وأنه يحدِّث بما لم يسمَعْ لبَلَهه وغفلته. فانظر هل يتناول ذلك حكايته المذكورة (٢)، وهي قَوْله: «قلت لأبي حنيفة ... »، فذكر سؤالًا وجوابًا. وقد تقدم أن الخطيب روى نحوها من وجه آخر.

وعلى كل حال فلا مانع أن يحكي الثوري عن عباد ما يظهر له صحته، وفي ترجمة محمد بن السائب الكلبي من «الميزان» (٣): «يعلى بن عبيد قال: قال الثوري: اتقوا الكلبي. فقيل: فإنك تروي عنه. قال: أنا أعرف صدقه من كذبه».

١١٧ - عبد الله بن أُبيّ القاضي:

في «تاريخ بغداد» [١٣/ ٤٢٥] من طريقه: «سمعت محمد بن حماد يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام ... ».


(١) ترجمته في «التهذيب»: (٥/ ١٠٢).
(٢) (ط): «المذكور» خطأ.
(٣) (٥/ ٣).