للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣)

[ل ٤] الحمد لله الذي بيَّن الحلالَ من الحرام، وأوضح لعباده سبيلَ النُّور من الظلام؛ فأمَرَ وزجر، وبشَّر وحذَّر؛ ومازَ الحقَّ من الباطل، وأقامَ الحجةَ على كلِّ عاقل.

وأشهد ألَّا إله إلَّا الله وحده لا شريك له. جلَّ عن النقائص والرذائل، وتنزَّهَ عن الآباء والبنين والحلائل. شرَعَ لنا الدينَ، فبيَّن طريقَيه، وأقامَ الأدلَّةَ لِفريقَيه.

وأشهد أن سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه. أرسله رحمةً للعالمين، وإرشادًا للجاهلين، فأبلغَ الرسالة، وأوضحَ الدِّلالة، وأزالَ الجهالة، وبيَّن الهدى من الضلالة، فنطق بالحجة، ونهَجَ المحجَّة. وشرَعَ الدين وأرشد إليه، وبيَّن الغيَّ وحذَّر منه. فلم يُبقِ عذرًا لمعتذِر، ولا حجَّةً لمحتجِر (١).

اللهم فصلِّ وسلِّمْ على هذا النبيِّ الكريم الهادي إلى صراطك المستقيم، سيِّدنا محمد وعلى آله الذين فصَّلتَ بهم ما أجمَلَ، وبيَّنتَ بهم ما فصَّلَ. وعلى أصحابه الذين (٢) نجومُ الاهتداء (٣)، وأعلامُ الاقتداء، والرُّجومُ على ذوي الاعتداء. اخترتَهم لصحبته، ورضيتَهم لنصرته، وخصصتَهم بإعانة الدين وجهاد المفسدين. وعلى أتباعهم من العلماء العاملين والهُداة الكاملين


(١) هكذا وقع في الأصل، وهو مقتضى السجع، فإن صحَّ فهو من احتجر به: لجأ إليه. ولكن يظهر لي أنه سبق قلم، والصواب: "لمحتجٍّ" من الحجة، كقوله: "لمعتذر" من العذر.
(٢) كذا في الأصل بحذف العائد بعده.
(٣) لم ترسم الهمزة هنا ولا في الكلمات بعدها.