للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخطابُ الخلق، والعملُ في غير مصالحها. وإنَّ الزكاة لا تجزئ إلا طيِّبةً جيِّدةً، وإنَّ الحجَّ لا رفَثَ ولا جدالَ فيه. فمن عرفَ هذا فأدَّى بحسَبه عملَه فقد فاز، ومَن آثرَ الرفاهيةَ والراحةَ، وأطلَقَ لنفسه ولسانِه العنانَ؛ فقد حبط عملُه.

الحديث (١): قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنْ عَبدٍ يصلِّي الصلواتِ الخمس، ويصومُ رمضانَ، ويُخرِجُ الزكاة، ويجتنب الكبائر؛ إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنة، وقيل له: ادخُلْ بسلامٍ".

ألا، وإنَّ أحقَّ ما استُمِعَتْ كلماتُه، وتُدُبِّرَتْ آياتُه، ونَفَعَتْ بَيِّناته= كلامٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والله سبحانه وتعالى يقول: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨].

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج: ٧٧ - ٧٨].

وفَّقَني الله وإياكم لرضوانه، وجنَّبنا ملابسةَ عصيانِه، وكثَّر لنا الفوز بغفرانه وإحسانه.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


(١) أخرجه النسائي (٢٤٣٨) من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري.