للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال البخاري في موضع آخر من "جزء القراءة" (١): "قال مالك: قال ربيعة للزهري: إذا حدثتَ فبيِّنْ كلامَك من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ".

لكن سيأتي في الكلام على الحديث الثالث ما يدفع هذا التجويز، فالظاهر أن الزيادة من قرة بن عبد الرحمن أو يحيى بن حُمَيد.

وأما الحديث الثالث: فلا خلافَ في صحته، وهو في "الموطأ" و"الصحيحين" (٢) وغيرهما، والتشبُّثُ به في هذه المسألة مبنيٌّ على زعم أن معناه: من أدرك من الصلاة مع الإمام ركوعًا فقد أدرك الركعة، وقد يُستأنس لهذا بالزيادة المتقدمة، وبما في "صحيح مسلم" (٣) عن حرملة عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا: "من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام فقد أدرك الصلاة".

فأما الزيادة السابقة فقد فُسِّر ما فيها، وأما زيادة "مع الإمام" فقد ردَّها مسلم نفسُه، فرواه [عن يونس] وعن جماعة عن الزهري، قال (٤): "وليس في حديث أحدٍ منهم "مع الإمام".

وله في "صحيح البخاري" (٥) و"جزء القراءة" (٦) و"سنن [النسائي] " (٧)


(١) (ص ٢٣٠، ٢٣١).
(٢) "الموطأ" (١/ ١٠) والبخاري (٥٨٠) ومسلم (٦٠٧).
(٣) رقم (٦٠٧/ ١٦٢).
(٤) تعقيبًا على الحديث المذكور.
(٥) رقم (٥٨٠).
(٦) بأرقام (٢٠٢، ٢٠٣، ٢٠٦ ــ ٢١٦) بتخريجه "تحفة الأنام".
(٧) هنا بياض في الأصل، وقد ذكر النسائي (١/ ٢٧٤) طرق هذا الحديث.