[ل ٦٤] الحمد لله الذي أهَّلَنا لطاعته، وعلَّمَنا كيفيَّةَ عبادته، وعضَدَنا بإعانته، وأوضَحَ لنا سُبُلَ هدايته. جعَلَنا من أمةِ خير نبيٍّ أرسَلَه، وهدانا بخيرِ كتابٍ أنزَلَه، وجَعَلَ فينا العلماءَ بشريعته، الموفَّقين لاتِّباعِ كتابه وسنَّته.
وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، أقامَ علينا الحُجَّة، وبيَّن لنا المحجَّةَ. تنزَّه عن كلِّ نقصٍ، واتَّصفَ بكلِّ كمال. وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه، أرسله هاديًا مهديًّا، فبلَّغَ ما أرسَلَه به على أتِّم وجهٍ وأبدعِ مِنوال.
أما بعد ــ عبادَ الله ــ فأوصي نفسي وإياكم بتقواه، والإعراض عما سواه. فاتقوه في جميع أقوالكم وأفعالكم، وأخلِصُوا له في جميع أذكاركم وأعمالكم، وبادِروا بطاعته هجومَ آجالكم، واقطَعوا بذكر الموت حبائلَ آمالكم. فإنَّ الدنيا قليلٌ بقاؤها، سريعٌ فَناؤها، مريرٌ عَذْبُها، وخيمٌ حبُّها. وقد رغَّبَكم الله عنها فأطيعوه، ورغَّبكم في الآخرة فلا تعصوه.
واعلموا أنه تعالى أمَرَنا بأمرٍ حكاه عنه وعن ملائكته، وأرشدَنا إليه تكثيرًا لأنواع طاعته، وتشريفًا لخاتم رسالته. قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦].
اللهم صلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمد نبيِّك الأمي، وعلى جميع إخوته من النبيِّين والصديقين والشهداء والصالحين.
وارض اللهم عن أهل بيته الأطهار، المصطفَين الأخيار، الذين قال