للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صام يومًا يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم (يوم عاشوراء) ولا شهرًا إلا هذا الشهر. يعني رمضان».

في هذا دليل على تساوي ما عدا يوم عاشوراء من الأيام في مشروعية التطوّع بالصيام. فلا يُعْدَل عن هذه الكلية إلا بحجَّة صحيحة.

والمقصود أنه لا يكفي في معارضة هذا ما جاء من الأحاديث الضعاف، وإن مُشي على رأي النووي ومن تابعه في جواز العمل بالضعيف بشرطه. والله أعلم.

* * * *

الحمد لله.

في حديث تلبية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن عمر وابنه عبد الله كانا يزيدان فيها (١). فقد يُستدل به على جواز الزيادة على الأدعية المأثورة.

والجواب: أن غاية ما فيه دلالته على أنهما كانا يريان جواز الزيادة في التلبية، وهو لا يدلُّ على أنهما يريان الجواز في غيرها من الأدعية والأذكار.

وفي حديث جابر (٢): أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا يلبُّون بغير تلبيته، فلم ينكر عليهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولزم هو تلبيته. فيحتمل أن منهم من كان يلبِّي مثل تلبيته - صلى الله عليه وآله وسلم - ويزيد عليها ولم ينكر عليه - صلى الله عليه وآله وسلم -، فأخذ عمر وابنه بذلك.

والمقصود أن جواز الزيادة هنا عُلِم من تقريره - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا يدل على جواز


(١) مسلم (١١٨٤).
(٢) أخرجه مسلم (١٢١٨/ ١٤٧).