للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر هو في كلامه في فُضيل بن عياض: "سمعت قُطبة بن العلاء يقول: تركتُ حديث فضيل، لأنه روى أحاديث فيها إزراء على عثمان" (١).

وأخشى أن تكون كلمة قُطبة إنما هي في "فِطْر"، فحكاها ابن أبي خيثمة مرة على الصواب، ثم تصحّفت عليه "فطر" بـ"فضيل" فحكاها في فضيل بن عياض.

وحكى محمد بن وضَّاح القرطبي أنه سأل ابن معين عن الشافعي فقال: "ليس بثقة" (٢). فحكاها ابن وضَّاح في الشافعي الإمام، فزعم بعض المغاربة أن ابن معين إنما قالها في أبي عبد الرحمن أحمد بن يحيى بن عبد العزيز الأعمى المشهور بالشافعي، فإنه كان ببغداد، وابن وضَّاح لقي ابن معين ببغداد، فكأنه سأل ابنَ معين عن الشافعيّ ــ يريد ابن وضَّاح الإمام ــ فظنّ ابن معين أنه يريد أبا عبد الرحمن لأنه كان حيًّا معهما في البلد. وفي ترجمة والد أبي عبد الرحمن من "التهذيب" (٣) أن ابن معين قال: " .. ما أعرفه، وهو والد الشافعي الأعمى".

الخامس: إذا رأى في الترجمة "وثَّقه فلان"، أو "ضعَّفه فلان"، أو "كذَّبه فلان" فليبحث عن عبارة فلان، فقد لا يكون قال: "هو ثقة" أو "هو ضعيف"،


(١) انظر "تهذيب التهذيب": (٨/ ٢٩٦).
(٢) انظر "جامع بيان العلم": (٢/ ١١١٤ - ١١١٥) لابن عبد البر، و"تهذيب التهذيب": (٩/ ٣١). وانظر رسالة المؤلف "تنزيه الإمام الشافعي عن مطاعن الكوثري" (ص ٣٢ فما بعدها"، وترجمة الشافعي في كتابنا هذا رقم (١٨٩).
(٣) (١١/ ٢٥١).