للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥ - "عبد الله بن يزيد الأنصاري، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، روى عن حذيفة حديثًا، وعن أبي مسعود حديثًا، ولم يصرح بالسماع، ولا علمنا لُقِيَّهُ لهما" (١).

أقول: أما حديث حذيفة فذكر النووي أنه قوله: "أخبرني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بما هو كائن". الحديث خرَّجه مسلم (٢).

أقول: أخرج أولًا (٣) معناه مطولًا من طريق أبي إدريس عن حذيفة، ومن طريق أبي وائل عن حذيفة، ثم ذكره، فهو متابعة. والحديث مشهور عن حذيفة، فإن صحَّ قول مسلم في عدم العلم بلقاء عبد الله بن يزيد لحذيفة، فالجواب أنه لمَّا لم يكن له عنه إلا حديث واحدٌ، والحديث مشهورٌ من غير طريقه عن حذيفة، لم يحتَجْ أهلُ العلم إلى الكلام فيه، بل رووا الحديثَ على أنه متابعة، فهو مقبول في مثل ذلك، وإن كان محكومًا عليه بالانقطاع.

وأما حديثه عن أبي مسعود ففي "شرح النووي" (٤) أنه حديث: نفقة الرجل على أهله.

أقول: والحديث في "الصحيحين" (٥) من طُرُق، وفي رواية للبخاري: " ... عن عبد الله بن يزيد أنه سمع أبا مسعود ... " (٦) فقد ثبت اللقاء والسماع


(١) مقدمة مسلم: (١/ ٣٣) باختصار وتصرّف.
(٢) (٢٨٩١/ ٢٤).
(٣) (٢٨٩١/ ٢٢).
(٤) (١/ ١٣٧).
(٥) البخاري (٤٠٠٦، ٥٣٥١)، ومسلم (١٠٠٢) وغيرهما.
(٦) هي التي برقم (٤٠٠٦).