للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويرحل إليك أهل بغداد. قال: وسمعت ابن مُكْرم يقول: كُنَّا (١) عند ابن عثمان بن سعيد في بيت، وقد وضع بين أيدينا كتبًا كثيرة، فنَزع ابن عقدة سراويله، وملأه منها سرًّا من الشيخ ومنَّا، فلما خرجنا قلنا: ما هذا الذي تحمله؟ فقال: دعونا من ورعكم هذا!». وفيه أيضًا: «وقال ابن الهَرَواني (؟) (٢): أراد الحضرمي أبو جعفر ــ يعني مُطيَّنًا ــ أن ينشر أن ابن عقدة كذَّاب، ويصنِّف في ذلك، فتوفي رحمه الله قبل أن يفعل».

أقول: الذي يتحرَّر من هذه النقول وغيرها أن ابن عقدة ليس بعمدة، وفي سرقة الكتب، والأمر بالكذب، وبناء الرواية عليه= ما يمنع الاعتماد على الرجل فيما ينفرد به. وانظر ما يأتي في ترجمتي محمد بن حسين بن حميد، ومحمد بن عثمان (٣).

٣٤ - أحمد بن محمد بن الصَّلْت بن المغلِّس الحِمَّاني.

وقد ينسب إلى جده وإلى أبي جده، ويقال له: أحمد بن عطية، وغير ذلك. أخرج الخطيب من طريقه في مناقب أبي حنيفة عدة حكايات، ثم أخرج عنه (١٣/ ٤١٩ [٤٤٩ - ٤٥٠]) حكايتين:


(١) (ط): «لنا» تصحيف.
(٢) كذا وضع المؤلف علامة الاستفهام شكًّا في الاسم، وهو صحيح على الصواب، وهو محمد بن عبد الله بن الحسين أبو عبد الله القاضي الجعفي الكوفي (ت ٤٠٢). ترجمته في «تاريخ بغداد»: (٥/ ٤٧٢ - ٤٧٣)، و «الجواهر المضيئة»: (٣/ ١٨٦ - ١٨٧). وانظر ضبط (الهرواني) في «اللباب»: (٣/ ٢٨٩).
(٣) (رقم ٢٠٢ و ٢١٩).