للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ص ١٣] وفي "الصحيحين" (١) وغيرهما عنه: "وإن لم تَزِدْ على أمِّ القرآن أجزأتْ، وإن زدتَ فهو خير".

وفي "سنن أبي داود" (٢) وغيره عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أمره فنادى: "أن لا صلاة إلَّا بفاتحة الكتاب فما زاد".

وهذا مما يقوي احتمال النسخ؛ إلَاّ أنَّ في سنده جعفر بن ميمون، مختلف فيه، وقال العقيلي (٣) في حديثه هذا: "لا يتابع عليه".

وسيأتي ــ إن شاء الله تعالى ــ الكلام على قوله: "فما زاد"، وأنها لا تدلُّ على وجوب الزيادة.

فأما الجواب باحتمال أنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد كان علم أنَّ الرجل لا يحفظ الفاتحة فليس بذاك، وإن ساعده لفظ "معك".

ولما كان النزاع إنما هو مع الحنفية، والحديث وارد عليهم، كما هو وارد علينا فلا حاجة إلى التطويل، وفيما قدمناه كفاية لطالب الحق إن شاء الله تعالى.

[ص ١٤] سؤالان وجوابهما:

الأول: وقع في بعض روايات حديث رفاعة (٤) الصحيحة: فقال النبي


(١) البخاري (٧٧٢) ومسلم (٣٩٦).
(٢) رقم (٨٢٠). وأخرجه أيضًا أحمد في "المسند" (٩٥٢٩) والدارقطني (١/ ٣٢١) والحاكم في "المستدرك" (١/ ٢٣٩) والبيهقي (٢/ ٣٧).
(٣) في "الضعفاء الكبير" (١/ ١٩٠).
(٤) أخرجه أبو داود (٨٥٧) والنسائي (٢/ ١٩٣) وأحمد (١٨٩٩٧) وغيرهم.