للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثالث

تنقلات الشيخ ورحلاته

للشيخ ثلاث رحلات رئيسة، الأولى رحلته إلى الإدريسي، والثانية إلى الهند، والثالثة رحلته إلى مكة المكرمة واستقراره بها، وقد تخلل ذلك انتقاله إلى عدن وإندونيسيا، وهذا تفصيل خبرها.

١) الرحلة إلى الإدريسي (١) (١٣٣٧ ــ ١٣٤١)

في سنة ١٣٣٥ كان المعلمي يعمل كاتبًا للسيد محمد بن علي الذاري، وكان الذاري عاملًا وقاضيًا على عتمة من قبل الإمام يحيى حميد الدين، وقد وُصف بالعسف والجور في أحكامه بحيث كثرت شكوى الناس منه، فعزله الإمام يحيى (٢)، وقد أثنى الم ... علمي على الذاري بالشهامة والكرم إلا أنه وصفه بقلّة العلم. وكان القضاء قبل ولاية الذاري في عُتمة وغيرها


(١) هو: محمد بن علي بن محمد ابن السيد أحمد ابن إِدْرِيس: مؤسسة دولة الأدارسة في صبيا وعسير. ولد سنة ١٢٩٣، أصله من فاس. تعلّم في الأزهر بمصر، وطمح إلى السيادة، فنشر في صبيا طريقة جده (أحمد بن إدريس) فاتبعه كثيرون، فوثب بهم على حكومتها (سنة ١٣٢٧)، فجهزت حكومة الترك الجيوش لقتاله، فلم تفلح. وامتلك بلاد (عسير) واتسع نطاق سلطانه. واستولى بعد الحرب على الحديدة، وتعاقد مع الملك عبد العزيز آل سعود على تأمين مصالح الجانبين. وكان بين عدوّين قويين: الإمام يحيى في اليمن، والشريف حسين بن علي في الحجاز، واستمر في عزّ ومنعة إلى أن توفي سنة ١٣٤١. وكان مدبرًا حكيمًا شجاعًا جوادًا. ملخصة من "الأعلام": (٦/ ٣٠٣ - ٣٠٤) للزركلي.
(٢) انظر "هجر العلم": (٢/ ٦٦١). وانظر ما سبق (ص ٥٣) حاشية (١).