لم يسمّ المؤلف رسالته هذه، لكنه قال في صدرها:"فهذه رسالة في أحكام الحديث الضعيف ... " فاقتبسنا هذا العنوان منه.
وقد بيَّن المؤلف سبب تأليفها بقوله:"جمعتُها لما رأيتُ ما وقع للمتأخرين من الاضطراب فيه؛ فنَسَب بعضُهم إلى كبار الأئمة الاحتجاجَ به، ونَسَب غيرُه إلى الإجماع استحبابَ العمل به في فضائل الأعمال ونحوها، وتوسّع كثيرٌ من الناس في العمل به، حتى بنوا عليه كثيرًا من المحدَثات، وأكَّدوا العمل بها، وحافظوا عليها أبلغ جدًّا من محافظتهم على السنن الثابتات، بل والفرائض القطعيات. بل كثيرًا ما بنوا عليه عقائد مخالفة للبراهين القطعية من الكتاب والسنة والمعقول. ولم يقتصروا على الضعاف بل تناولوا الموضوعات"، ثم قال بعد أن ذكر بعض جَدَل المثبتين للعمل به:"وتلك المطاولة هي التي ألجأتني إلى تأليف رسالة مستقلة".
وأشار أيضًا إلى أمرٍ آخر كان سببًا في إفرادها بالتأليف قال:"وذلك أنني ألَّفت كتابًا نبَّهتُ في مقدمته على الأمور التي يسلُكُها كثير من المتأخرين في الاحتجاج وهي غير صالحةٍ لذلك، وذكرتُ من جملتها العمل بالضعيف، وحاولت أن أحقِّق الكلامَ فيه، فطال الكلام جدًّا قبل أن أستوفي البحث كما أحبّ، فآثرت إفراده برسالة مستقلة".
وهذا الكتاب الذي عناه المؤلف هو كتاب "العبادة" انظر (١/ ٢٤٣)، فقد أشار هناك إلى أنه أفرد الحديث الضعيف برسالة مستقلة، وقد أشار أيضًا إلى أنه أفرد الحديث الضعيف برسالة في رسالة "حقيقة البدعة"(ص ٨٧) ضمن رسائل العقيدة في هذه الموسوعة المباركة.