للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مؤرخو الفرس]: ولما كثر الموت بسبب المجاعة في أيامه جعل الناس يدفنون موتاهم ويتخذون لهم أمثلة لآبائهم وذوي قرباهم من الحجر والخشب والفضَّة والذهب، فكانت في أوَّل أمرها للذكرى ثم صارت للعبادة (١). (٢) وقال أبو الريحان البيروني في كتاب الهند:

"معلوم أن الطباع العامي نازع إلى المحسوس نافر عن المعقول الذي لا يعقله إلا العالمون الموصوفون في كل زمان ومكان بالقلة، ولسكونه إلى المثال عدل كثير من أهل الملل إلى التصوير في الكتب والهياكل كاليهود والنصارى ثم المنانية خاصة، وناهيك شاهدًا على ما قلته: أنك لو قدَّمت (٣) صورة النبي صَلّى الله عليه وآله وسلم أو مكة أو الكعبة لعامي أو امرأة لوجدت من نتيجة الاستبشار فيه دواعي التقبيل وتعفير الخدِّ (٤) والتمرُّغ كأنه شاهد المصوَّر وقضى بذلك مناسك الحج والعمرة.


(١) دائرة المعارف للبستاني ١١/ ٣٤٤.
(٢) من هنا إلى قوله: " أقول: واسم جدِّ أبي إبراهيم في التوراة ... والله أعلم" ص ٥٦٦, كان ملحقًا عند المؤلف.
(٣) في ط دائرة المعارف: أبديت.
(٤) في ط دائرة المعارف: الخدَّين.