[ل ٢٤/ب] الحمد لله الذي لا يحيط به مكانٌ، ولا يحويه زمانٌ، ولا يُدرِك كنهَه إنسانٌ. أزليٌّ أبديٌّ، وكلُّ ما سواه فانٍ. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه شهادةً شاهدةً بالإخلاصِ ونفي الشك، قاضيةً بانتفاء النِّفاق والشرك.
اللهم فصلِّ وسَلِّم على سيِّدنا محمدٍ نبيِّك الأعظم الذي أيَّدتَه بواضحِ البرهان، ورسولِك الأكرم الذي عضَّدتَه بشديد السُّلطان، وكما ختمتَ به رُسُلَك، فاختم لنا بالإيمان؛ وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان.
أما بعد، فيا عبادَ الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله. طالما أيقظَتْكم المواعظُ فلم تنتبهوا، ونهَتْكم الزَّواجرُ فلم تنتَهوا، ومُحِضْتُم النصائح فلم تَقبلوا، وهُديتم إلى الصِّراط المستقيم فلم تُقْبِلوا.
طالما زجَرْتكم الأكوانُ بأحوالها وأقوالها، وتكشَّفتْ لكم الدنيا عن عاقبة زُورها ومِحالها، وأظهرتْ لكم سوءَ حالها وقُبحَ مآلِها؛ وأنتم في غمرات الجهل تلعبون، وفي هلاكِ أنفسكم تدأبون، ولِعذاب السعير تطلُبون، وعن رضا الله تعالى تهربون!