للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبو هريرة والبحرين]

ذكر جماعة: أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا هريرة مع العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، وفي «طبقات ابن سعد» (٤/ ٢/٧٦) (١) عن الواقدي بسنده إلى العلاء بن الحضرمي: أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعثه منصرَفَه من الجعرانة إلى المنذر بن ساوى العبدي بالبحرين ... وبعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - معه نفرًا فيهم أبو هريرة وقال له: استوص به خيرًا». ثم قال الواقدي: «حدثني عبد الله بن يزيد عن سالم مولى بني نصر قال: سمعت أبا هريرة يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه بي خيرًا، فلما فصلنا قال لي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أوصاني بك خيرًا فانظر ماذا تحبّ؟ قال: قلت: تجعلني أُؤذِّن لك ولا تسبقني بآمين، فأعطاه ذلك». والواقديّ ليس بحُجَّة لكن للقصة شواهد، ففي «فتح الباري» (٢١٧: ٢) (٢): «فروى سعيد بن منصور من طريق محمد بن سيرين: أن أبا هريرة كان مؤذّنًا بالبحرين، وأنه اشترط على الإمام أن لا يسبقه بآمين. والإمام بالبحرين كان العلاء بن الحضرمي، بيَّنَه عبد الرزاق من طريق أبي سلمة عنه».

وعند ابن سعد (٤/ ٢/٥٤) (٣) بسندٍ صحيح عن أبي هريرة قال: «صَحِبت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاث سنين، ما كنتُ سنوات قطّ أعقل مني ولا أحبّ إليَّ أن أَعِيَ ما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنِّي فيهن» هذا مع أن قدومه على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان في صفر سنة ٧، فمنه إلى وفاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أربع سنين وشيء، فاقتصاره


(١) (٥/ ٢٤١، ٢٧٧).
(٢) (٢/ ٢٦٣).
(٣) (٥/ ٢٣٢).