للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الصلاح (١): إنَّ (التدليس) رواية الراوي عمّن لقيه ما لم يسمعه منه موهمًا أنّه سمعه منه، أو عمّن عاصره ولم يلقه موهمًا أنّه قد لقيه وسمعه اهـ.

(وفرَّق الجمهور فسمَّوا الثاني: الإرسال الخفي).

قال الحافظ أبو الحسن بن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٢) له قال: "والفرق بينه وبين الإرسال: هو أن الإرسال روايته عمَّن لم يسمع منه ... " وارتضاه شيخنا لتضمنه الفرق بين النوعين، وخالف شيخه في ارتضائه هذا من شرحه (٣) حَدَّ ابن الصلاح، وفي قوله في "التقييد" (٤): إنه المشهور بين أهل الحديث. وقال: إن كلام الخطيب في "كفايته" يؤيِّد ما قاله ابن القطان.

قلت: وعبارته فيها: هو تدليس الحديث الذي لم يسمعه الراوي ممن دلَّسه عنه بروايته إياه على وجهٍ أنه سمعه منه، ويعدل عن البيان لذلك (٥).

قال: "ولو بيَّن أنَّه لم يسمعه من الشيخ الذي دلَّسه عنه وكشف ذلك لصار بيانه مرسلًا للحديث غير مدلس فيه؛ لأنّ الإرسال للحديث ليس بإيهام من المرسل كونه سامعًا ممن لم يسمع منه، و (لا) (٦) مُلاقيًا لمن لَمْ


(١) (ص ٧٣). والنقل من "فتح المغيث": (١/ ٢٠٨ - ٢٠٩).
(٢) (٥/ ٤٩٣).
(٣) انظر (ص ٧٣ - ٧٥).
(٤) (١/ ٤٥٢).
(٥) (ص ٣٥٨) وفيه: "بذلك".
(٦) في الأصل: "ما"، ووضع المؤلف بجوارها ما هو مثبت؛ تصحيحًا منه لهذا الحرف. وفي "فتح المغيث": (١/ ٢٠٩) بدونها، والنص مستقيم بلا إضافة.