فعمله أشق، ومع ذلك جمع كتابًا مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر. وبالنظر إلى كثرة مصنفاته الأخرى يظهر أنّه قام بعمل كتاب غريب الحديث في سنوات قليلة.
وقال ابن النديم في "الفهرست": "كان ابن قتيبة يغلو في البصريين إلا أنّه خلط المذهبين، وحكى في كتبه عن الكوفيين، وكان صادقًا فيما يرويه، عالمًا باللغة والنحو، وغريب القرآن ومعانيه، والشعر والفقه، كثير التصنيف والتأليف، وكتبه بالجبل مرغوب فيها".
وقال بروفسور بروكلمان:"ويعتبر ابن قتيبة في كتب الأدب إمام مدرسة بغداد النحوية التي خلطت بين مذهبي البصرة والكوفة، والواقع أنّ مصنفات ابن قتيبة كمصنفات معاصريه، أمثال أبي حنيفة الدينوري والجاحظ، فقد تناولت جميع معارف عصره، وقد حاول أن يجعل اللغة والشعر ــ وخاصة ما جمعه منهما نحويو الكوفة ــ وكذلك الأخبار، في متناول الذين يعملون في الحياة العامة، ويرغبون في التعلم".
* غضّ بعضهم منه:
أخذ عليه أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي في كتابه "مراتب النحويين"(١): "أنّه قد خلط عليه بحكايات عن الكوفيين لم يكن أخذها". وذكر بعض مؤلفاته كالمعارف والشعر والشعراء وعيون الأخبار، فقال:"إنّ ابن قتيبة كان يشرع في أشياء ولا يقوم بها نحو تعرضه لأمثال هذه المؤلفات".
(١) عن الترجمة المطبوعة في عيون الأخبار. [المؤلف].