للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول: أمّا الحكايات عن الكوفيين فلا حرج في ذلك، وأمّا ما زعمه من التقصير في بعض مؤلفاته فكتابه "المعارف" لم يحاول فيه الاستيعاب، وإنّما حاول جمع ما تشتد الحاجة إليه، ويحْسُن بالمتأدب استحضاره، ويسهل على الناس حفظه، على أن في صدر كتاب "الفاخر" عن الصولي: أنّ أبا بكر ابن الأنباري أخذ كتابه "الزاهر" من كتاب "الفاخر" للمفضل بن سلمة، كما أنّ قتيبة أخذ كتابه "المعارف" من كتاب "المحبر" لمحمد بن حبيب"، ولم يزل العلماء يستمدّ بعضُهم من بعض.

وأمّا "الشعر والشعراء" فقد بسط ابن قتيبة مغزاه، وأوضح عذره في مقدمته في أنّه إنّما قصد جمع ما تشتد الحاجة إليه.

وأمّا "عيون الأخبار" فمن طالعه بان له حيف عبد الواحد وتعنته.

وفي "لسان الميزان": "وقال الأزهري في مقدمة كتاب "تهذيب اللغة": وأمّا ابن قتيبة فإنه ألّف كتابًا في مشكل القرآن وغريبه، وفي غريب الحديث ... وما رأيت أحدًا يدفعه عن الصدق فيما يرويه .. وهو كثير الحدس والقول بالظن فيما لا يحسنه ولا يعرفه، ورأيت أبا بكر بن الأنباري ينسبه إلى الغباوة وقلة المعرفة ويزري به".

أقول: أمّا كلام ابن الأنباري فيكفي في دفعه ما قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية في تفسير سورة الإخلاص ص (٩٥) قال: "وابن الأنباري من أكثر الناس كلامًا في معاني الآي المتشابهات، يذكر فيها من الأقوال ما لم يُنْقَل عن أحد من السلف، ويحتجّ لما يقول في القرآن بالشاذ من اللغة، وقصده بذلك الإنكار على ابن قتيبة، وليس هو أعلم بمعاني القرآن والحديث من ابن قتيبة، ولا أفقه في ذلك، وإن كان ابن الأنباري من أحفظ الناس للغة،