للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٧)

[ل ٣٢/ب] الحمدُ لله العليِّ شأنُه، العزيزِ سلطانُه، البالغةِ حجتُه، الواضحِ برهانُه، الشاملِ فضلُه، الكاملِ إحسانُه. أحمدُه سبحانه وتعالى حمدًا ينالُني به غفرانُه، وأشكُره شكرًا لا يُقبَض على الدوام عِنانُه. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه الذي بالهدى ودين الحق أرسَلَه، فشرَعَ الدينَ، ونهجَ الحقَّ، فاتضَّحَ به بيانُه. اللهم فصلِّ وسلِّم على هذا النبي الأوَّاه، سيِّدنا محمدِ بن عبد الله، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار المشرَّفين بأنهم أنصارُه وأعوانُه.

أما بعدُ، فأوصيكم ــ عبادَ الله ــ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله ــ عبادَ الله ــ يحقَّ لكم رضوانُه. وإيَّاكم ومعصيتَه، فإنما هلاكُ الدنيا والآخرة عصيانُه.

أيها الناسُ، اعملوا لأنفسكم ما دام في القوس منزَع، وفي الحياة مطمَع، قبل أن ينهدم من العمر بنيانُه. فسابقوا آجالَكم بأعمالكم، ولا يخدعنَّكم تطاولُ آمالكم، فويلٌ لمن غرَّه أملُه، فلزمه خسرانُه.

فاز ــ والله ــ من ناقش نفسَه حسابَها، فألزَمَها متابَها، ولم يلتفت إلى سرابِ العاجلةِ الواضحِ بطلانُه.

فازَ ــ والله ــ من راقبَ رقيبَه، وخشيَ حسيبَه، فأخلَصَ عملَه، كما خلَص إيمانُه.

فازَ ــ والله ــ من أتعبَ نفسَه في صلاحها، وكلَّفَها المشاقَّ لفلاحها، وعلِمَ أنَّ أمامَه يومًا حاكمُه ديَّانُه. يومٌ عصيبٌ، يصيبُ كلَّ أحدٍ من نصَبه