وهل الخطأ من الحارث، أو ممن بعده؟ وعلى فرض أنه من الحارث، فليس ذلك مما يُوجب الجرح؛ ومثل هذا الخطأ وأظهرُ منه قد يقع للأكابر كمالك والثوري. والحُكْم المُجْمَع عليه في ذلك: أن من وقع منه ذلك قليلًا لم يضرَّه، بل يحتج به مطلقًا، إلا فيما قامت الحجة على أنه أخطأ فيه. فالحارث بن عمير ثقة حتمًا. والحمد لله ربِّ العالمين.
٦٩ - [١/ ٢٢٥] حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك:
في «تاريخ بغداد»(١٣/ ٣٩٦ [٤١٦]) من طريق: «الأ بَّار، حدثنا أبو الأزهر (١) النيسابوري، حدثنا حبيب كاتب مالك بن أنس، عن مالك ... ».
قال الأستاذ (ص ١٠٦): «يقول عنه أبو داود: من أكذب الناس. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها موضوعة. وقال أحمد: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات».
أقول: اتفقوا على جرحه، فلا معنى للرواية عنه، ولو في المتابعات.
٧٠ - الحجاج بن أرطاة:
في «تاريخ بغداد»(١٣/ ٤١٥ [٤٤٥]) من طريق: «حماد بن زيد يقول: سمعت الحجاج بن أرطاة يقول: ومَن أبو حنيفة؟! .. ».
قال الأستاذ (ص ١٥٥): «من فقهاء الكوفة ومحدثيها، ويتكلم النقاد في حديثه».