للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٥٥)

[ل ٦٣/ب] الحمدُ لله تقدَّسَت سبحاتُه، وتعالَتْ عن شبه الخلق ذاتُه وصفاتُه. أحمده سبحانه وتعالى، وأشكره حمدًا تُستزادُ به نِعَمُه، وتُسْتنزَلُ به بركاتُه. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكيف تشاركُه مخلوقاتُه. وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه ورسولُه الذي بلغَتْ به حجَّتُه، وظهَرتْ على يديه آياتُه.

اللهمَّ فصلِّ وسلِّمْ على هذا النبي الكريم سيِّدنا محمدٍ وآله وصحبه الذي بلغت بهم رسالاتُه.

أمَّا بعد ــ عبادَ الله ــ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوه، وأحذِّركم ونفسي معصيتَه فلا تعصُوه؛ فقد ربِحَ تُقاتُه (١)، وخسِرَ عُصاتُه.

عبادَ الله، ما لنا نسمع الوعيد ولا نرتدع، ويكرَّرُ علينا ذكرُ الموت وما بعده فلا ننتفع؛ وإنَّ أخسرَ الناس من هذه صفاتُه.

ما ذلك إلا لضعفِ اليقين والإيمان، واستحواذِ الهوى والشيطان، ولقد خاطَرَ بنفسه من تغلب إيمانَه شهواتُه.

هذا شهرُ رمضان الذي كنا نسوِّف إليه بالتوبة، ونعدُ عقولنا إليه بالأوبة. وإنَّه لحقيق أن تُغتَنَم ساعاتُه، فيا خسارَ من غلبت فيه حسناتِه سيئاتُه!

الحديث: قال - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ


(١) يعني من يتقونه. انظر التعليق على الخطبة (١٦).