للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٥١)

الخطبة الرابعة لجمادى الثانية

[ل ٥٦/ب] (١) الحمدُ لله الملكِ الذي خضَعَ لعظمته الجبابرةُ المتكبِّرون، وأذعَنَ لِطاعته مَن قُضِي لهم أنَّهم المحسنون، وحاد عن منهاجه مَن قُضي عليهم أنهم المعذَّبون. الجوادِ الذي لم يبرَحْ جميعُ خَلقِه في بحارِ نِعَمِه يسبحون. {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ (٢) الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: ٢٤].

وأشهَدُ ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، أفحَمت المخالفين براهينُه الظاهرة، وأعجَزت المعاندين قدرتُه القاهرة، وأسعَدت الموفَّقين رحمتُه الباهرة، وعمَّت العوالِمَ فضائلُ نعمه الفاخرة {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ} [القصص: ٧٠].

وأشهَدُ أنَّ سيِّدنا محمدًا (٣) عبدُه ورسولُه [أرسله] (٤) بكتابه الكريم، وأنزل عليه تفخيمًا لقدره: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤]. أبلغَ الرسالةَ كما أمَرَ، وهدى من اتبعه إلى الصراط المستقيم، وأقام الحجَّة على من


(١) الورقة ممزقة عن يمينها، وقد أصابها بلل.
(٢) في الأصل: "أن يريكم".
(٣) في الأصل: "محمد".
(٤) ساقط من الأصل.