للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤٩)

[ل ٥٥/أ] (١) الحمدُ لله الذي أحدثَ العالم من الغيب إلى الوجود، باعثِ الخلق بعد موتهم ودفنهم في اللحود، العظيمِ الجليل الكبير الحيِّ القيُّوم، العزيزِ الذي افترضَ على خلقه ما أمرهم به، العالمِ بما يبدي [ ... ] وما يخفى من أُجاجه وعَذْبه، المطَّلِعِ على المُظْهَرِ والمكتوم. العدلِ الذي لا يظلم أحدًا، الدائمِ الباقي الذي لا يفنى، ربُّنا سبحانه وتعالى عن أن يشابهه أو يشاركه أحدٌ من خلقه على الخصوص والعموم. المنزَّهُ عما تتوهمه الأفكار، المتعالي علوًّا كبيرًا عن أن يكيِّفه حسٌّ أو عقلٌ بلا إنكار، خالقُ ما سواه من أرض وسماء، وإنس وجن، وحيوان وجماد وشمس وقمر ونجوم.

وأشهد ألَّا إله إلا الله المتكبِّر المتجبِّر، الكريمُ الرازقُ، البارئُ المصوِّرُ، المبدي المعيد، الخالق الباعث، المقتصُّ من الظالم للمظلوم. وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسلَه بالهدى ودين [الحق] (٢) ليظهره على الناس، وبعثَه بالإحذار والإنذار، والتخويف والإيناس، فيا له من نبيٍّ عن عصيان ربِّه معصومٍ! بلَّغ رسالاتِ ربِّه كما أمره بذلك، وأوضح لأمَّتِه وَعْرَ المفاوز والمسالك، فبان لهم ما كان غيرَ معلوم.

صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله الملازمين لكتاب الله تعالى كما قال،


(١) هذه الورقة أيضًا ممزَّقة من وسطها وأطرافها، والنصف الأعلى منها في هذه اللوحة، والنصف الأسفل في اللوحة السابقة (٥٤/ب) ثم حصل فيها اللصق والثني أيضًا. وقراءة ما بين المعقوفات قد تكون تخمينية.
(٢) ساقط سهوًا.