للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٥٧)

[ل ٣/ب] (١) الحمد لله الذي شرَّفَنا بالتمسك بدينه، ووفَّقَنا لالتزام شريعته، وهدانا لاتباع (٢) رسوله، ويسَّرنا لاعتناق ملَّته، أحمده حمدَ شاكرٍ لنعمائه، مستدفِعٍ لبلائه (٣)، معترفٍ بالتقصير، مُقِرٍّ بالخطأ الكثير.

وأشهد ألَّا إله إلا الله إلهًا واحدًا وملكًا متعاليًا، واحدٌ في ذاته وصفاته، مخالفٌ لصفاتِ مخلوقاته. لا يدركه وهم، ولا يبلغه فهم، ولا يعرفه إلا هو، ولا يعلمه إلا هو.

وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبده ورسوله، النبي الأمي، والرسول العربي. أرسَلَه عند خمود الدين، [وفساد اليقين] (٤)، والأرضُ مظلمة، والفتنُ قائمة (٥)، فجاهَدَ في الله حقَّ جهاده، حتى بلَّغ رسالته إلى عباده، وهداهم إلى سبيل رشاده، وأطفأ جمرةَ المصرِّين على عناده. اللهم فصلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمد نبيِّك الأمين الذي قلتَ فيه وقولك الحق اليقين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧] وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


(١) وردت في (ل ٤٦/ب) خطبة لا تختلف عن هذه إلا في كلمات يسيرة. فاقتصرنا على إثبات هذه وأشرنا إلى الفروق.
(٢) في (ل ٤٦/ب): «لسنة».
(٣) في الأصل: «لنعماه ... لبلاه».
(٤) زيادة من (ل ٤٦/ب).
(٥) «والأرض ... قائمة» لم يرد في (ل ٤٦/ب).