النسخة وحيدة ربما يُهْمَل فيها النقط، وفيها بياضات في مواضع، وتصحيف وتحريف غير قليل، وغالب رجال الكتاب والمذكورين فيه غير مذكورين في الكتب المتداولة، كـ"التهذيب" و"الميزان"، وفيه أسماء وألقاب وأنساب غريبة، فمن هذه الجهات يتبين ما يلقاه المصحِّح من الصعوبات، أضف إلى ذلك ضيق الوقت والاستعجال للطبع، ومع هذا فقد بذلت الممكن في التصحيح، فما تبين صحته كما في الأصل أو لم أجد ما يدلّ على خطائه أبقيته كما هو، وما لم ينقط في الأصل وتبين لي صحة نقطه صححته، وما ارتبتُ فيه ولم أوفَّق لتصحيحه أشرتُ إلى الشك فيه بهذه العلامة (؟)، وما بان لي أنّه خطأ واتضح لي الصواب صححته في المتن، ونبهت في الحاشية على ما وقع في الأصل مع الإشارة إلى مستند التصحيح إن لم يكن واضحًا، وأرجو أن أكون قد أديت ما تيسَّر.
وكان القيام بهذا العمل العلمي المفيد في عهد رياسة ذي الشرف الأصيل والمجد الأثيل، النواب علي ياورجنك بهادر عميد الجامعة العثمانية، ورئيس الدائرة أدام الله مجده وأتمّ سعده. وضمن إدارة المحقق المفضال الدكتور محمد نظام الدين ناظم الدائرة الساهر فيما يرفع شأنها، ويوطد بنيانها، وكان تصحيح الكتاب، وترتيب هذه المقدمة تحت إشرافه ورهن هدايته، ومهما كان في ذلك من إجادة فمن ثمرات إشارته ونتائج إفادته.
حُرّر في أوائل شهر محرم الحرام سنة ١٣٧٠ من الهجرة النبوية