للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإسرائيليات]

ذكرها أبو ريَّة ص ١٠٨ وذكر فيها كعب الأحبار ووهب بن منّبه، وسيأتي ما يتعلق بهما (١).

ثم ذكر ص ١١٠ عن أحمد أمين: (اتصل بعض الصحابة بوهب بن منبّه وكعب الأحبار وعبد الله بن سلام، واتصل التابعون بابن جريج، وهؤلاء كانت لهم معلومات يروونها عن التوراة والإنجيل الخ). ثم قال أبو ريَّة: ( .. أخذ أولئك الأحبار يبثّون في الدين الإسلامي أكاذيب وترّهات يزعمون مرَّة أنها في كتابهم ومن مكنون علمهم، ويدَّعون أخرى أنها مما سمعوه من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهي في الحقيقة من مفترياتهم).

أقول: أما عبد الله بن سلام فصحابيّ جليل أسلم مَقْدَمَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وشهد له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالجنة كما ثبت في «الصحيحين» (٢) وغيرهما من حديث سعد بن أبي وقّاص وغيره، وحدَّث عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قليلًا جدًّا، وقلّما ذَكَر عن كتب أهل الكتاب، وما ثبت عنه من ذلك فهو مُصدَّق به حتمًا وإن لم يوجد في كتب أهل الكتاب الآن، إذ قد ثبت أن كثيرًا مِن كتبهم انقرض. ولا يسيء الظنَّ بعبد الله بن سلام إلا جاهل أو مكذِّب لله ورسوله.

وأما وهب بن مُنبِّه فولد في الإسلام سنة ٣٤ هـ وأدرك بعض الصحابة، ولم يُعْرَفْ أن أحدًا منهم سمع منه أو حكى عنه وإنما يحكي عنه مَنْ بعدهم. وسيأتي بيان حاله (٣).

[ص ٦٨] وأما كعب فأسلم في عهد عمر، وسمع منه ومن غيره من


(١) (ص ١٣٥ وما بعدها، ١٣٨ وما بعدها).
(٢) البخاري (٣٨١٢)، ومسلم (٢٤٨٣).
(٣) (ص ١٣٨ وما بعدها).