للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤٨)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[ل ٥٤/أ] (١) الحمدُ لله الذي لا معبودَ بحقِّ في الوجود إلَّاه، ولا قادرَ على جميعٍ ما [سواه]، الجبَّارِ الذي خضع لجبروته [الجبابرة العُتاة]، العظيمِ الذي سجدت لتعظيمه الرؤوسُ والجِباهُ، الخالِق الذي أنشأ جميعَ العالَم من العدم وأبداه، الرازقِ الذي رزقَ جميعَ [خلقِه] من المطيعين والعُصاة، وهو الله الذي هو في السماء إله، وفي الأرض إله.

أحمده سبحانه وتعالى حمدًا أبتغي به مغفرتَه ورُحْماه، و [أستجزلُ] به مواهبَه وعَطاه، وأستمطِرُ به وابلَ رأفتِه ورضاه، وأستدفعُ به أليمَ عذابِه وبلواه، وأغسِلُ به قلبي حتى يُزيل سوادَه [وصداه]، وأثبِّتُ به عقلي وقلبي على ما يريده الله ويرضاه.

وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً يدَّخرها العبد [لِيوم أخراه]، ويحقِّق بها يقينَه بأنه لا إله إلا الله، فاعلم أنه لا إله إلا الله. وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ رسالاتِه، وزَجَر عن [معصيته] وأمَرَ بتقواه. صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه الذين والَوا من والاه، وعادَوا من عاداه.


(١) تمزقت هذه الورقة من أطرافها ثم انشطرت إلى نصفين. النصف الأول في هذه اللوحة، والنصف الثاني في اللوحة التالية. وهذه الخطبة هي الخطبة (٢٢) في (ل ٢٥ - ٢٦) باستثناء الخاتمة وفروق أخرى. فيحتمل أن تكون هذه مبيضة، ولكن رجحت أن الخطيب أعادها في بداية العام الجديد وغيَّر خاتمتها. وقد استدركت المواضع المتمزقة من الخطبة (٢٢).