للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ص ١٠١] وفي رواية (١): «فقطعها، فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها ... ».

ففي هذا أن السدنة كانوا يقولون بعد الهدم وقطع الشجر: «يا عزّى! يا عزّى» فالعزّى عندهم غير ما هُدِم وقُطِع.

وفيه قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في تلك الشيطانة: «تلك العزى». وهو واضح فيما تقدم.

هذا، وتمام الكلام في «كتاب العبادة»، وإنما المقصود أن المشركين تمسكوا بتلك الشبهة في قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ... }

مع ضعفها (٢).

فلو لم يكن معروفًا عندهم، مشهورًا بينهم أن تأخير البيان إلى وقت الحاجة لا يعد كذبًا ولا تلبيسًا ولا تناقضًا؛ لشنَّعوا في النصوص التي جاءت من هذا القبيل.

ومع هذا فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى منع تأخير البيان عن وقت الخطاب، وأجابوا عن تلك النصوص بما هو معروف.

ومن الضرب الثاني من المجمل: ما روي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا أراد غزوةً ورَّى بغيرها (٣).


(١) «طبقات ابن سعد» (٢/ ١٤٦).
(٢) هنا وضع المؤلف خطًّا فاصلًا، وكتب في آخره في الهامش: «آخر الاستطراد».
(٣) أخرجه البخاري (٢٩٤٧) ومسلم (٢٧٦٩/ ٥٤) من حديث كعب بن مالك.