للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(م) الباب الثالث

فيما يقال عند ذِكْر أدواتٍ يكثر دورها في الكلام

وهي خمس وعشرون:

فيقال في الواو: حرف عَطْف لمطلق الجمع.

وفي الفاء: حرف عَطْفٍ للترتيب والتعقيب.

(ش) اعلم أنَّ الفاء المفردة مهملةٌ خلافًا (١) لبعض الكوفيين في قولهم: إنها ناصبة في نحو: ما تَأْتينا فَتُحدِّثَنَا، وللمبرّد في قوله: إنّها خافضةٌ في نحو:

فَمِثْلِكِ حُبْلى ........... (٢)

وقال الفراء: لا تفيد الترتيب مع قوله: إنَّ الواو تفيده ــ وهو عجيبٌ ــ وقال الجرمي (٣): لا تفيده في البقاع والأمطار (٤).


(١) انظر المذاهب والأقوال في حرف (الفاء) في "المغني" (ص ٢١٣)، و"الجنى الداني" للمرادي (ص ٦١).
(٢) هذا جزء من صدر بيت لامرئ القيس من معلقته المشهورة وتمامه:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول
راجع "شرح القصائد السبع الطوال" للأنباري (ص ٣٩).
(٣) صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي مولاهم، وقيل مولى لبجيلة، إمام في النحو، ناظر الفراء ببغداد أخذ عن الأخفش وغيره، عالم دين ورع له مصنفات منها كتاب الفرخ مات سنة (٢٢٥ هـ). انظر "البلغة" (ص ١١٣).
(٤) في الأصل المخطوط: "الأقطار"، وتصويبها من مغني اللبيب (ص ٢١٤) حيث مثّل عليها بقوله: "مطرنا مكان كذا فمكان كذا" ثم شرحه. وانظر أيضًا "حاشية الدسوقي" (١/ ١٧٣).