للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤)

وصيَّة الشيخ لتلميذه محمد بن أحمد المعلِّمي

الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: ١٠].

أما بعد:

فقد صَحِبني الولد الفاضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المعلمي ــ وفقه الله تعالى ــ عامين كاملين بمكة المكرمة، وحمدت صحبته وأدبه، وحرصه على طلب العلم. وقرأ عليّ كتبًا في العربية: "الآجرُّومية"، فـ"المتممة"، فـ"القَطْر"، وطرفًا من "ألفية ابن مالك"، مع إعراب عدة أجزاء من القرآن، وأكثر "زبد ابن رسلان" و"الرَّحَبية" مشروحة. وسمعني أشرح ما يجب في الاعتقاد والعمل، وأخذ بنصيب من معرفة ذلك، مع صلاحه في نفسه، وإقباله على الخير، وعدم ميله إلى اللهو واللعب، وشدة محبته لي وحرصه على راحتي، وإتعابه نفسه في خدمتي، حتى في حال مرضه. أسأل الله أن يجزيه خيرًا وبرًّا وتوفيقًا وصلاحًا، وأن يصلح شؤونه في دينه ودنياه. ثم تضافرت الدواعي لرجوعه إلى الوطن لزيارة والديه وغير ذلك، والتمس