للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"، وأقرَّه الذهبي (١).

وفي رواية: "أول من غيَّر عهد إبراهيم ... ونصب الأوثان". نقله في "الإصابة" عن "مسند أحمد"، وذكر له شواهد (٢).

وأخرجه ابن إسحاق في "السيرة"، فقال ابن هشام: "وحدثني بعض أهل العلم أنَّ عمرو بن لُحَيٍّ خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم (مآب) من أرض (البلقاء)، وهم يومئذ العماليق، رآهم يعبدون الأصنام، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا: هذه الأصنام نعبدها فنَسْتَمْطِرها فتُمْطِرنا، ونَسْتَنْصِرها فتنصرنا، فقال لهم: أفلا تعطوني منها صنمًا فأسير به إلى أرض العرب، فيعبدونه؟ فأعطوه صنمًا يقال له: "هُبَل"، فقدم به مكة وأمر الناس بعبادته وتعظيمه" (٣).


(١) المصدر السابق. [المؤلف].
(٢) "الإصابة" ترجمة أكثم بن الجون. [المؤلف].
قلت: الذي في الإصابة (١/ ٦١) "أكثم بن الجون" أو "ابن أبي الجون" في الموضع الذي أحال عليه المؤلف رحمه الله، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " ... قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عُرِضت عليَّ النار فرأيت فيها عمرو بن لُحي ... وأشبه مَن رأيت به أكثم بن أبي الجون ... ". ولم أقف على الحديث من رواية الإمام أحمد في "المسند" ولا غيره بهذا السياق.
ولكن في "المسند" (٣/ ٣٥٢) وفي (٥/ ١٣٧) من حديث جابر رضي الله عنه: "بينما نحن صفوف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ــ وفيه ــ وأشبه مَن رأيت به معبد بن أكثم الكعبي ... ".
وهي الرواية التي أشار إليها الحافظ بعد ذلك وفيه: "معبد بن أكثم"، وقال: "ويحتمل التعدُّد".
(٣) "سيرة ابن هشام" بهامش "الروض الأنف" ج ١ ص ٦٢. [المؤلف].