للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣٩)

[ل ٤٣/أ] الحمدُ لله الذي وفَّق لطاعته مَن أراده، وهدَى من اصطفاه وأحبَّه رَشادَه، واختَصَّ من ارتضاه لحضور مواسم السَّعادة. أحَمدُه، وفَّقَ لحجِّ بيته الكريم من ارتضى من عباده المؤمنين؛ وأشكره، مَنَّ عليهم بقضاءِ المناسكِ والقَبول وتمامِ الأجر، وذلك جزاءُ المحسنين. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه، بالهدى ودين الحق أرسلَه. اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على رسولك مولانا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين.

أما بعد ــ عبادَ الله ــ فأوصيكم ونفسي بتقوى [الله، وتجنُّب] معصية الله؛ فاتقوا الله وخافُوه، وأطيعوه ولا تعصُوه؛ فإنه قد حذَّركم نفسَه، فاحذروه.

واعلموا أنَّ أناسًا وفَّقهم الله لحج بيته الكريم، وحضورِ ذلك الموسم العظيم فظفروا (١) بالفوز الأوفر، والأجر الأكبر. وأُجْزِلَتْ عطاياهم، وغُفِرتْ خطاياهم، ونحن هاهنا واقفون، ثبَّطَتْنا ذنوبُنا، وحبَّطتنا (٢) عيوبُنا.

ولله سبحانه عباداتٌ وأسبابُ سعادات، لا تستدعي مشاقَّ أسفارٍ ولا ركوبَ أخطارٍ. ألا، وهي الصلاةُ فرضًا ونفلًا، والصيامُ، وقراءةُ القرآن، والذكرُ، والصدقاتُ، وصلةُ الرحم، والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر،


(١) رسمها بالضاد.
(٢) (حبط) من باب فعَّل من كلام العامة، ولم يرد في المعجمات.