للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٢)

[ل ٢٥] (١) الحمد لله رب العالمين.

الحمدُ لله الذي لا معبودَ بحقٍّ في الوجود إلَّاه، ولا قادرَ على جميع ما يشاء سواه، الجبَّارِ الذي خضَعَ لجبروته الجبابرةُ العُتاة، العظيمِ الذي سجدَتْ لتعظيمه الرؤوسُ والجِباه، الخالقِ الذي أنشأ جميعَ العالم من العدَم وأبداه، الرازق الذي رزَقَ جميعَ خَلْقه من المطيعين والعُصاة. هو الذي في السماوات إله وفي الأرض إله.

أحمده سبحانه وتعالى حمدًا (٢) أبتغي به مغفرتَه ورُحماه، وأستجزلُ به وهبَه وعَطَاه، وأستمطِرُ به وابلَ رأفته ورضاه، وأستدفِعُ به أليمَ عذابه وبَلاه، وأغسِلُ به قلبي حتى يُزيلَ سوادَه وصداه (٣)، وأثبِّتُ به عقلي على ما يريده الله ويرضاه.

وأشهد ألَّا (٤) إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً يدَّخرها العبدُ ليوم أخراه، ويحقِّقُ بها يقينَه بأنَّه لا إله إلا الله، فاعلم أنه لا إله إلا الله. وأشهد أنَّ محمدًا (٥) عبدُه ورسولُه، بلَّغَ رسالاتِه، وزَجَر عن معصيته، وأمَرَ بتقواه. صلى الله وسلَّم عليه، وعلى آله وصحبه الذين والَوا مَن والاه، وعادَوا مَن عاداه.


(١) قارن هذه الخطبة بالخطبة (٤٨).
(٢) في الأصل: "حمد".
(٣) يعني: صدأه.
(٤) رسمها في الأصل: "أن الا".
(٥) في الأصل: "محمد".