للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ص ٣١٥ ما رُوي عن أحمد في شأن ابن عُلَيّة ومحمد بن هارون. والإمام أحمد وإن رجا المغفرةَ للأمين فلم يزد في ابن عُلية على إنكار قوله تنفيرًا للناس عن الباطل، واستمرَّ أحمد على الرواية عن ابن عُلية، والاحتجاج به، والثناء عليه بالثبت.

وذكر ص ٣١٦ مسألة الرؤية، فخَلَط بين رؤية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ربَّه ليلة الإسراء، وهي التي أنكرَتْها عائشةُ ومَن معها، وبين الرؤية في الآخرة.

وقال أيضًا: (لكن المحدثون لم يعرفوا مقدار الخطأ في الكلام لأنه غير صنعتهم).

أقول: بل أنت لم تعرف مقدار الخطأ في العقيدة الإسلامية الحقَّة، ولا عرفتَ غَور القضايا المخالفة لها.

وقال ص ٣١٧: (وقال يحيى بن معين في عتبة بن سعيد بن العاص بن أمية: ثقة، وهوجليس الحجاج ... بل روى له البخاري ومسلم).

أقول: إنما هو عَنْبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، له عند البخاريِّ خبر واحد ذكَرَه في الجهاد والمغازي (١) مع روايته من طريق غيره، راجع «فتح الباري» (٣٠: ٦) و (٣٧٦: ٧) (٢). وعند مسلم خبر واحد جاء ذِكْرُه فيه عَرَضًا، والاعتمادُ هناك على رواية أبي قِلابة الجَرْمي الثقة المأمون، وذلك في قصة العُرَنيين (٣)، وقد أخرجها أيضًا من رواية


(١) رقم (٢٨٢٧، ٤٢٣٧)، وجاء ذكره عرضًا في الحديث رقم (٤١٩٣، ٦٨٩٩).
(٢) (٦/ ٤١ و ٧/ ٤٩١). وانظر أيضًا (١٢/ ٢٤١).
(٣) (١٦٧١).