للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٤٠] باب في إباحة الرقص

أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني الفقيه بمرو ثنا محمد بن سعيد المروزي ثنا الترقفي ثنا عبد الله بن عمرو الوراق ثنا الحسن بن علي بن منصور ثنا غياث البصري عن إبراهيم بن محمد الشافعي: أن سعيد بن المسيب مر في بعض أزقّة مكة فسمع الأخضر الجُدّي يتغنّى في دار العاص بن وائل:

تضوّع مسكًا بطن نَعمان أن مَشَت ... به زينبٌ في نِسوةٍ عَطِراتِ

فلما رأتْ ركْبَ النميريِّ أعرضَتْ ... وكنّ مِنَ? نْ يلقينَه حَذِرات

قال: فضرب برجله الأرض زمانًا وقال: هذا ما يلذ سماعه، وكان يرون أن الشعر لسعيد (١).

قال المعلمي:

في السند مَن لم أعرفه. والقصة في "الأغاني" ج ٦ ص ٣٨ قال: "أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال حدثني عبد الله بن أبي سعد، قال:


(١) أخرجها أبو الفضل بن طاهر في "صفوة التصوّف" (ص ٣٣٣) من طريق السلمي.
قال السخاوي في "تخريجه" (٤٠): "وقد ذكر ابن طاهر في هذا الباب حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: بينما الحبشة يَزْفنون بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث. وهو حديث صحيح. وعجبتُ للمؤلف [السلمي] رحمه الله كيف اقتصر على هذه الحكاية المنقطعة، ولم يذكر هذا الحديث.
وقد ترجم البيهقي في الشهادات من "سننه": "من رخَّص في الرقص إذا لم يكن فيه تكسُّر وتخنُّث". وأورد فيه حديث هانئ بن هانئ، عن علي، قال: "أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وجعفر وزيد ... " ثم قال عقبه: هانئ بن هانئ ليس بالمعروف جدًّا، وفي هذا ــ إن صحَّ ــ دلالة على جواز الحَجْل، وهو أن يرفع رِجْلًا ويقفز على الأخرى من الفرح، فالرقص الذي يكون على مثاله يكون مثله في الجواز، والله أعلم.