[ل ١٢] الحمدُ لله الذي أعلَى كعبَ الإسلام على هامِ جميعِ الأديان، وجعله تمثالَ المكانة وعلو الشان، وأيَّده بالدلائل القاطعة والبرهان، وأمَدَّه بالنصر والظفر والفتح والسلطان. ولم يزل في كلِّ زمانٍ يبعث له من يُوثِّق روابطَه، ويُشدِّد ضوابطَه، ويُمكِّنه في البلاد والعباد، ويدرأ عنه شُبَهَ البغي والعِناد.
وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه، بالحق أرسَلَه، شهادةً تُنبئ عن حقِّ اليقين، وأُرْفَعُ بها إلى دَرَجِ المتقين، وأنالُ بها الخلودَ مع النبيين والصديقين.
اللهمَّ فصَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على هذا النبي الكريم والرسول العظيم سيِّدِنا محمد، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فأوصيكم ــ عبادَ الله ــ ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإنها الكنزُ الذي لا ينفَد، والعزُّ الذي لا يُفقَد؛ فاتَّقُوا الله تفوزوا برضوانه، وتستوجبوا فضلَ رحمته وغفرانه، وتُدركوا غنيمة بِرِّه وإحسانِه، ويَعُمَّكم فائضُ فضلِه ورضوانه، وتكونوا من المكتوبِ لهم دخولُ جِنانِه، والمعصومين بمنِّه وأمانِه.
ابنَ آدم، حاسِبْ نفسَك قبلَ هولِ الحساب، وعاقِبْها قبلَ حلول العذاب. أنْقِذْ نفسَك من النار، فإنك لَتخوضُ في أوحالها، وتُسرِع إلى أوجالها، ولا تخشى مفاجأةَ أهوالها. ناقِشْ نفسَك بأقوالها وأفعالها، وشَدِّد عليها في علمها وأعمالها.