للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعراب ضروريات الدين، فكيف ينطبق عليه هذا الحديث؟ فأما انطباقه على مالك فكالشمس وضوحًا، ولم يثبت في فضل غيره من الأئمة ما يظهر انطباقه مثلَ هذا الظهور ولا قريبًا منه. والله الموفق.

١٨٤ - محبوب بن موسى أبو صالح الفراء:

جاءت من طريقه روايات تقدم بعضُها في ترجمة عبد الله بن الزبير الحميدي، وبعضها في ترجمة عثمان بن سعيد الدارمي (١).

قال الأستاذ (ص ١٧): «صاحب تلك الحكايات التالفة الذي يقول عنه أبو داود: لا تُقبل حكاياته إلا من كتاب».

أقول: لفظ أبي داود: «ثقة لا يلتفت إلى حكاياته إلا من كتاب»، كما تقدم في «الطليعة» (ص ٧٣) (٢). فقوله: «ثقة» يدفع عنه الكذب والمجازفة والتساهل الفادح، ويعيِّن أن [١/ ٣٨٦] المقصود أنه كان لا يتقن حفظ الحكايات كما يحفظ الحديث، فكان إذا حكاها من حفظه يخطئ. فلا يحتج من حكاياته إلا بما رواه من كتابه، أو توبع عليه، أو ليس بمظنةٍ للخطأ. وقد قال العجلي: «ثقة صاحب سنة» (٣). وقال ابن حبان في «الثقات» (٤): «متقن فاضل». وقال أبو حاتم: «هو أحب إلي من المسيب بن واضح» (٥).


(١) رقم (١٢١ و ١٥٦).
(٢) (ص ٥٥).
(٣) «الثقات»: (٢/ ٢٦٦).
(٤) (٩/ ٢٠٥).
(٥) «الجرح والتعديل»: (٨/ ٣٨٩).