للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢٠)

[ل ٢٤/أ] الحمد لله الملِك الذي بيده أزِمَّةُ الأكوان، وهو القادر القاهر العزيز الديَّان. سبحانه وتعالى، وله الحمد والشكر، ونستزيده (١) من فضله والرضوان. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، اتَّصَفَ بكلِّ كمال وتنزَّه عن كلِّ نقصان. وأشهد أن سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسلَه إلى الإنس والجانِّ. فبلَّغ رسالتَه، وأرشد إلى طاعته، وزجَرَ عن العصيان. اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على هذا النبيِّ الكريم، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان.

أما بعد ــ عبادَ الله ــ فإنِّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله عبادَ الله، فإنَّ التقوى هي كنز المؤمنين. وراقِبوا الله تعالى في جميع أحوالكم، فإنه مُطَّلِع على قلوبكم أجمعين. لا تخفى عليه خافيةٌ في جميع الأكوان، ولا يغيب عنه مثقالُ ذرَّةٍ من طاعةٍ أو عصيان.

وقد أوضح لكم سُبُلَ طاعته، وبيَّن لكم مناهجَ عبادتِه، وفصَّل لكم أسبابَ رضوانه. ووعدَ العاصي بعذابه، والمطيع بثوابه وغفرانه.

أمركم بالإيمان: أن تؤمنوا به وحده أنَّه إلهكم وإلهُ العالمين، الواحدُ في ذاته وصفاته ومُلكه، المهيمنُ على ما سواه، المنزَّهُ عن النقائص، المتصفُ بالكمالات، عالمُ الغيب، الخالق المحيي المميت الباعث، المعطي المانع المغني الوارث؛ وأن تؤمنوا بملائكته وكتبه ورسله واليومِ الآخر وما انطوى عليه كالبعث والحساب، والجنَّة والنار، والثواب والعقاب، والحوض


(١) في الأصل: "وتستزيده".