للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسِّراط والميزان.

ألا، وإنَّ الإيمانَ الخالصَ ما عقَلَ صاحبَه عن المعاصي، ومَنَعه عن المآثم والمظالم، ووقَف به على الطاعات، فعمِلَ ما أمره [به] (١) الله ورسولُه من صلاة وصيام وزكاة وحجٍّ، وصدقة وحسن أخلاق وحبٍّ وبغضٍ فيه تعالى، لا لغرض دنيوي.

[وإنَّ] (٢) من كان يؤمن بأنَّ الله تعالى مُطَّلِعٌ عليه، وأنَّه سوف يبعثُه ويحاسِبُه، وينعِّمه أو يعاقِبُه؛ فكيف يقصِّر في ذلك؟ ألَا، وإنَّ أكثرَ الناس اليوم مقصِّرون في جميع طاعاتهم. ألا، وإنَّ من قصَّر في طاعته، فربما لم يقبلها الله، وكان كالذي لم يفعلها أصلًا.

[كم] (٣) ساجدٍ راكعٍ لم يُكتَب له صلاةٌ، وكم ظمآن جائعٍ لم يُكتَب له صيامٌ، وكم طائفٍ واقفٍ لم يُكتَب له حَجٌّ، وكم مُنْفِقٍ مُكثِرٍ لم يُكتَب له زكاة ولا صدقة.

ألا، وإنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا، فاجعلوا دينكم لله خالصًا، واعلموا أنَّه رقيبكم في كلِّ طرفةِ عين، فراقِبوه بقلوبكم، ولا تنسَوه. واجعلوا الموتَ نُصْبَ أعينكم، واجعلوا هولَ الموقف والحساب والعقاب والثواب [كلَّ] (٤) ساعةٍ معروضًا على أفكاركم.


(١) ذهب به تمزُّق الورقة.
(٢) ظهر حرف النون وطرف الهمزة.
(٣) ذهب به تمزُّق الورقة.
(٤) أخفاه انثناء الورقة.