أما ما زاده محمد بن حميد في الحكاية عن مجاهد:«لا يراه من خلقه شيءٌ»، فمحمد بن حميد مُتَّهَم (١). فإن كان بِشرٌ استنكر الرؤية، فقد كان حقُّهم أن يبيِّنوا له النصوص في إثباتها، فإذا أقرَّ تبيَّن أنه كان معذورًا فيما فَرَط منه، وإن أصرَّ هجروه عن بيِّنة. على أن الإجماع انعقد بعد ذلك على عذره والاحتجاج بروايته.
٥٩ - بقيَّة بن الوليد:
في «تاريخ بغداد»(٢/ ١٧٩) من طريق «بقيّة يقول: قيل لإسماعيل بن عياش ... ».
قال الأستاذ (ص ١٨٦): «حالُه إذا لم يقل: «سمعتُ» ردُّ روايته عند الجميع».
أقول: بقية يدلِّس عن الضعفاء، فإذا لم يصرِّح بالسماع وجب التوقف؛ لاحتمال أنه إنما سمع من ضعيف.
٦٠ - تمَّام بن محمد بن عبد الله الأَذَني:
في «تاريخ بغداد»(١٣/ ٤١٩ [٤٤٩]): «أخبرنا العتيقي، حدثنا تمَّام بن محمد بن عبد الله الأَذَني بدمشق، أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجَلي ... ».
ذكر الأستاذ (ص ١٦٤): بلفظ «تمام بن محمد بن عبد الله الرازي». وكتب في الحاشية: «وقع بدله (الأذني) في الطبعات الثلاث، وهو تحريف، ومبلغ تعصُّب تمَّام وشيخه معلوم عند من عرف أحوالهما».