للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستشرق المحقق مرجليوث: "ليفتخر المسلمون ما شاؤوا بعلم حديثهم" (١).

* علم الجرح والتعديل:

"هو علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم، بألفاظ مخصوصة، وعن مراتب تلك الألفاظ، وهذا العلم من فروع علم رجال الأحاديث، ولم يذكره أحد من أصحاب الموضوعات، مع أنّه فرع عظيم. والكلامُ في الرجال جرحًا وتعديلًا ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم عن كثير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، وجُوّز ذلك تورّعًا وصونًا للشريعة لا طعنًا في الناس، وكما جاز الجرح في الشهود جاز في الرواة، والتثبت في أمر الدين أولى من التثبت في الحقوق والأموال، فلهذا افترضوا على أنفسهم الكلام في ذلك" (٢).

* النقد والنُّقاد:

ليس نقد الرواة بالأمر الهين، فإنّ النّاقد لا بدّ أن يكون واسع الاطلاع على الأخبار المروية، عارفًا بأحوال الرواة السابقين وطرق الرواية، خبيرًا بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب، والموقعة في الخطأ والغلط، ثم يحتاج إلى أن يعرف أحوال الراوي متى ولد؟ وبأيّ بلد؟ وكيف هو في الدين والأمانة والعقل والمروءة والتحفّظ؟ ومتى شَرع في الطَّلَب؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من


(١) انظر المقالات العلمية ص ٢٣٤ و ٢٥٣. [المؤلف].
(٢) كشف الظنون ج ١ ــ ص ٣٩٠. [المؤلف].