للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبأنّ كتب الله حقٌّ؛ لأنّها هي الجامعة للأمر والنّهي، فلا يُعْلَم صحَّة ذلك إلَّا بالإيمان بها.

وبأنّ الأنبياء حقٌّ؛ لأنَّهم المبلِّغون للأمر والنّهي، فلا يُعْلَم صحَّة ذلك إلَّا بالإيمان بهم.

وثَمَّ تفاصيل ترجع إلى ما ذُكِرَ، كالإيمان بعِصْمَة الملائكة المبلِّغين، والأنبياء بعد البعثة؛ لأنّ حكمة الله عزَّ وجلَّ تقتضي ذلك، ولا يتمُّ الوثوق بالأمر والنّهي إلَّا بذلك.

وبالبعث بعد الموت؛ لأنّه لا يُوْثَق بالجزاء إلَّا بذلك.

وبالقَدَر؛ لأنَّه لا يُسَلَّم الإيمان بقُدْرة الله وعِلْمِه وحِكْمَتِه إلّا به، وقد اشتهر عن الشافعي ــ رحمه الله ــ أنّه قال: "إذا سلَّم القدرية العِلْم حُجُّوا" (١).


(١) لم أره بهذا اللفظ، ولا مسندًا إليه. وقد حكاه عنه عز الدين بن عبد السلام في "قواعد الأحكام" (٢/ ٦٥) بلفظ: "القدرية إذا سلَّمُوا العلم خُصِمُوا"، وابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٢٣/ ٣٤٩)، وابن أبي العز في "شرح الطحاوية" (٢/ ٣٥٤) بلفظ: "ناظروا القدرية بالعلم؛ فإن أقرَّوا به خصموا، وإن أنكروا كفروا"، والحافظ في "الفتح" (١/ ١١٩).
وقد نسبه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (٢٧) إلى كثير من أئمة السَّلف.
وأسنده بنحوه إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله في قصة له مع غيلان الدمشقي: عبدُ الله بن أحمد في "السُّنَّة" (٢/ ٤٢٩)، واللَّالكائي في "اعتقاد أهل السُنة" (٤/ ٧١٣) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٨/ ٢٠٨)، ومختصرًا عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (١٣٩).
وأسنده عن أبي يوسف القاضي: الخطيبُ في "تاريخه" (٧/ ٦١) في قصة له مع بشر المريسي، وهو في "الأنساب" للسمعاني (١١/ ٢٦٣).
وعزاه لإياس بن معاوية: ابنُ عبد البَر في "الاستذكار" (٢٦/ ٩٤).
وأسنده لسلَّام بن سليمان المزني: عبد الله بن أحمد في "السُّنَّة" (٢/ ٣٨٥) وقوام السُنة في "الحجة" (٢/ ٧٧).
وإنما أطلت تخريجه حيث لم أره مجموعًا في موضعٍ واحدٍ مع شهرته.