قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١)} المشهور أنّ هذا دعاء، والظاهر أنه خبر، وأنّ قوله (تبّ) بمعنى: أهلك؛ لأنّ (تبّ) يجيء لازمًا ومتعديًّا بمعنى هلك، وأهلك. فالمعنى أنه هلك وأهلك غيره، أي زوجه؛ لأنه السبب في إصرارها على الشرك، وعداوتها لله تعالى ولرسوله. والله أعلم (١).
{سَيَصْلَى} هو، أي: أبو لهب {نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}.
{وَامْرَأَتُهُ} الواو للاستئناف أو الحال. {حمَّالةُ} بالضمّ خبر المتبدأ. {الْحَطَبِ} أي: الذي توقد به تلك النار عليه، فـ (ال) في {الْحَطَبِ} عهديةٌ، لتقدُّم ذِكْر الحطب بالكناية، لأنّ النار تحتاج إلى حطب؛ أو بدلٌ عن ضمير النار، أي: حمالة حطبها، أي حطب النار المذكورة.
وقد مثَّلوا لتقدُّم الذِكْر بالكناية بآية:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}[آل عمران: ٣٦]؛ لتقدم قولها:{مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا}[آل عمران: ٣٥] وهو كناية عن الذَّكَر.