الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهمّ ارْضَ عن صحابة نبيّك أجمعين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فلا يخفى على المهتمّين بالعلم والتراث أثر الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في حركة التحقيق العلمي للتراث، فقد كان من أوائل روّادها، المعدودين في الطبقة الأولى منهم، وقد قضى في هذه الصنعة عمرًا مديدًا من حياته المباركة.
وقد اضطلع الشيخ إبَّان التحاقه بدائرة المعارف العثمانية بحيدراباد بتحقيق وتصحيح أهم الكتب في الحديث والرجال والأنساب واللغة وغيرها، واستمرّ أيضًا حتى بعد انتقاله عنها.
وكانت تحقيقاته محطّ إعجاب العلماء وتقديرهم، وقد نقلتُ طرفًا من ذلك في ترجمته الموسّعة، ونكتفي هنا بقول العلامة حمد الجاسر وهو يعرّف بما طبع من كتاب "الأنساب" ــ فذكر أنه من تحقيق ــ: " ... فضيلة محقّقه العلامة الجليل، الذي فقد تراثُنا بفقدِه عالمًا فذًّا، قلّ الزمانُ أن يجود بمن يسدّ الفراغ الذي أحدثه فقدُه رحمه الله"(١).