للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الصحابة وحكى عنه بعضهم وبعض التابعين، ويأتي بيان حاله (١).

وأما ابن جُريج فيأتي ص ١٤٨ أنه «الذي مات سنة ١٥٠» وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج، وإنما هو من أتباع التابعين ولا شأن له بالإسرائيليات، وكأنَّ الدكتور (٢) اغتر باسم «جريج» فحشره في زمرة هؤلاء، فجاء حاطب الليل فقال ص ١٤٨: (وممن كان يبثّ في الدين الإسلامي مما يخفيه قلبه ابن جريج الرومي الذي مات سنة ١٥٠ وكان البخاري لا يوثّقه، وهو على حقّ في ذلك). وهذا مخالف للواقع فلم يُعرف ابن جريج بالإسرائيليات إلا أن يروي شيئًا عمن تقدَّمه وهو إمام جليل يوثّقه ويحتجّ به البخاري وغيره. ولم يجد أبو ريَّة ما يحكيه عنه مما زعمه.

ومن العجائب قوله في حاشية ص ٢١٦: (ابن جريج كان من النصارى) (٣) هكذا يكون العلم!

ثم قال ص ١١٠: ( ... وتلقَّى الصحابة ومن تبعهم كل ما يلقيه هؤلاء الدهاة بغير نقد أو تمحيص معتبرين أنه صحيح لا ريب فيه).

أقول: وهذا مخالف للواقع، فقد علم الصحابة وغيرهم من كتاب الله عز وجل أن أهل الكتاب قد حرَّفوا كتبهم وبدَّلوا. ورووا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قوله: «لا


(١) (ص ١٣٥ وما بعدها).
(٢) يعني أحمد أمين. فقد نقل عنه أبو ريَّة ولقّبه بذلك، وليس هو في حقيقة الحال من الحاصلين عليها! و «حاطب الليل» هو أبو ريَّة.
(٣) غيَّر أبو ريَّة هذا التعليق في الطبعات اللاحقة (ص ٢٣٨ ــ ط ٦) إلى: «هو عبد الملك ... بن جريج الرومي» وهذا التغيير له ما وراءه، فقد ذكر (ص ١٦٢ ــ ط ٦) «أن أصل ابن جريج رومي فهو نصراني الأصل»! فانظر واعجب!