للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤٤)

[ل ٥٠/ب] الحمد لله الحيِّ القيومِ ذي الجلال والإكرام، ذي العزَّة والجبروت والفضلِ والإنعام، الذي بيَّن الهدى من الضلال، والحلال من الحرام. أحمده سبحانه وتعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأسأله العفوَ عن جميع الآثام. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده، لا شريكَ له؛ وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه ونبيُّه، بالهدى ودين الحق أرسَله. اللهم فصلِّ وسلِّم على رسولك مولانا محمد أفضلَ الصلاة والسلام، وعلى آله البَررَة الكرام، وأصحابه الأئمة الأعلام، والتابعين لهم بإحسان من الأنام.

أما بعد ــ عبادَ الله ــ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله وأنيبُوا، وأَقْلِعوا عن قبائحكم وتُوبوا، واحفظوا ما قلَّدكم الله تعالى من حرمة الإسلام. فغُضُّوا أبصاركم عن المنهيَّات الذميمة، وسُدُّوا آذانكم وكُفُّوا ألسنتكم عن الغيبة والنميمة، وتحرَّزوا عن الحرام والشبهات في الشراب والطعام. وحافِظُوا على الصلوات المفروضات والمندوبات، وأداء الزكوات وكثرة الصدقات، والملازمة للجهاد والحج والصيام. وَلْيتعلَّمْ كلٌّ منكم من دينه ما يعرف به ما يجب عليه، فإنَّ ذلك أهمُّ الواجبات. وَلْيعلِّمْ أولادَه، فإنَّ العلم بذلك من الضروريَّات. وَلْيتجنَّبْ ويُجنِّبْهم مخالطةَ الطَّغام.

قد علمتَ يا ابن آدم أنَّك ستموتُ فَتُقْبَرُ، وعلمتَ يا مؤمنُ أنَّك بعد الموت ستُحشَرُ، ثم تُحاسَب وتُجزَى إمَّا بالنعيم الأكبر، وإمَّا بالجحيم الأكبر؛ فما لي أراك مقبلًا على هذه الدار، كأنَّها دارُ مقام!

أيها الإنسانُ، ارْعَوِ وأمسِكْ، واحذَرْ من ضَياع يومِك بعد أمسِكَ، وارحَمْ نفسَك فإنَّك لا تُهلِك غيرَ نفسِك، واستيقظْ من منامِك، فلات حينَ منام.