للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سرّ صيغة الجمع في السلام وجواب التشميت]

في الحديث أن العاطس إذا حمد الله، يقال له: "يرحمك الله"، فيجيب: "يهديكم الله ويصلح بالكم" (١).

وفي حديث تعليم السلام؛ أن يقول: "السلام عليكم"، فيجاب: "وعليكم السلام" (٢).

فما سرّ الإفراد في "يرحمك الله"، والجمع في البواقي؟ مع أن المترحِّم والمسلِّم والمسلَّم عليه قد يكون واحدًا؟

قد كان ظهر لي أن السرّ في جمع "يهديكم الله" الإشارةُ إلى أنه ينبغي أن يَترحمّ على العاطس كلُّ من سمعه، ثم رأيت أن هذا لا يكفي، لأنه على ذلك ينبغي إذا كان المترحِّم واحدًا أن يقال: "يهديك". وكذا في السلام.

ثم تبيَّن لي سحر ليلة الجمعة ٢٩ رمضان سنة ١٣٥٦ أن السرّ هو أن الترحُّم يقع من الإنس وحاضري الملائكة ومؤمني الجنّ، فلذلك ينبغي أن يجاب بالجمع "يهديكم الله ويصلح بالكم"، وإن كان الإنسان المترحِّم واحدًا؛ لأن معه مَنْ ذُكِر.

فأمّا العاطس، فلا يمكن أن (٣) يقال: إذا عطس، عطس معه الحاضرون من الملائكة ومؤمني الجن.


(١) "صحيح البخاري" (٦٢٢٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه أحمد (١٢٦١٢)، وابن حبان (٨٤٥) من حديث أنسٍ رضي الله عنه.
(٣) في الأصل: "أنه" ولعله سبق قلم.