للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضحَّوا بعثمانَ في الشهر الحرام ضحًى ... وأيَّ ذِبْحٍ حرامٍ وَيْلَهم ذَبَحوا

وقال القاسم بن أمية (١):

لَعَمْري لَبئس الذِّبْحُ ضحَّيتُمُ به ... وخُنْتُم رسولَ الله في قتل صاحبِهْ

فإن قيل: لكن يظهر من القصة أن خالدًا لم يضحِّ، بل اجتزأ بذبح الجعد. قلت: ليس ذلك بواضح، وكان خالد يذبح كلَّ يوم عدة ذبائح، وهَبْ أنه لم يضحِّ ذاك اليوم، فغاية [١/ ٢٤٨] الأمر أن يكون اجتزأ بإقامة ذلك الحدّ من جهة كونه قربةً إلى الله عز وجل وإقامةِ حدِّ من حدوده. والأضحية عند جمهور أهل العلم ليست بواجبة، فلا إثم على من تركها. فإن كان مع تركه لها قد قام بقربة عظيمة، ورأى أن ما يفوته من أجر الأضحية وإقامة الشعائر بها (٢) يَجبُره ما يرجوه على تلك القربة الأخرى، فهو أبعد عن الإثم. ولو ضحَّى الرجلُ ألف أضحية لَما بلغ من أجرها وإقامة الشعائر بها أن تُوازِنَ إقامةَ الحدِّ على الجعد، وإماتةَ فتنته.

٨٨ - خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك:

في «تاريخ بغداد» (١٣/ ٤١٢ [٤٣٩]) عنه قال: «أحَلَّ أبو حنيفة ... ».


(١) انظر: «الجوهرة» (٢/ ١٩٠) و «نهاية الأرب» (١٩/ ٣٢٠). وله بيت آخر من أبيات حائية في رثاء عثمان ــ رضي الله عنه ــ أيضًا.
لَعَمْري لبئس الذِّبْحُ ضحَّيتُمُ به ... خلافَ رسولِ الله يومَ الأضاحي
انظر: «تاريخ خليفة بن خياط» (١٧٧)، و «الإصابة» ــ طبعة التركي (٩/ ١٠).
(٢) (ط): «بما».