[ل ٤٠] الحمدُ لله القادرِ القويِّ ذي القوة والحول، الواجبةِ عبادتُه وإجلالُه بالفَعال والقَول، الملكِ المنفردِ بقدرته في السابق والحال والأَوْلِ، مُنجي المؤمنين وكاسرِ (١) المفسدين عند شدَّة الهَول. {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ}[غافر: ٣].
وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، بارئُ السَّبع الطِّباق، ناسجُ الكائنات على أبدعِ مِنوال في اتفاقها والافتراق، هادي من اتبعَ صراطَه المستقيمَ إلى سبيله القويم، معذِّبُ أهل العِناد والشِّقاق. مُيسِّرُ الخيراتِ لأحبابه في دارهم هذه، ومُهِّونٌ عليهم كربَ ضِيق الخِناق {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ}[غافر: ١٥].
وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، النذيرُ الذي أرسله بالبشرى، الحبيبُ الذي يسَّره الله ومن اتَّبعه لليُسرى، الذي كان متهاونًا بهذه الجيفة المنتِنة إيثارًا لخيراتِ الأخرى، المخصوصُ من بين المرسلين بالفضيلة والمعراج والإسرا، المنزَّلُ فيه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: ١٧ - ١٨].
اللهم فصلِّ وسلِّمْ على سيِّدنا محمد الذي فَضَلْنا به جميعَ الأمم فضلًا من الله وإحسانًا، وملأ الله به قلوبَنا يقينًا وإيمانًا، ورفَعَنا به على من خالَفَنا
(١) تحت ثالث الكلمة نقطة واحدة، ولم أتبيَّنها لطمس جزء منها.